فوائد من كتاب "مفتاح دار السعادة"

بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ..

    وبعدُ ..

    هذه مجموعة من الفوائد المنتقاة من كتاب "مفتاح السعادة" للعلامة ابن القيم الجوزية -رحمه الله تعالى-.

(1): موضع الجنة

    "فنقول: أما ما ذكرتموه من كون الجنة التي أهبط منها آدم ليست جنة الخلد، وإنما هي جنة غيرها، فهذا مما قد اختلف فيه الناس، والأشهر عند الخاصة والعامة الذي لا يخطر بقلوبهم سواه أنها جنة الخلد التي أعدت للمتقين، وقد نص غير واحد من السلف على ذلك".

[مفتاح دار السعادة: ج1/ص37]

***

(2): خاتمة جميلة ختم بها كلامه في الخلاف

    "فهذا موقف نظر الفريقين، ونهاية أقدام الطائفتين، فمن كان عنده فضل علم في هذه المسألة فليجد به، فهذا وقت الحاجة إليه، ومن علم منتهى خطوته، ومقدار بضاعته، فليكل الأمر إلى عالمه، ولا يرضى لنفسه بالتنقص والإزراء عليه، وليكن من أهل التلول الذين هم نظارة الحرب، إذا لم يكن من أهل الكر والفر والطعن والضرب، فقد تلاقت الفحول، وتطاعنت الأقران، وضاق بهم المجال في حلبة هذا الميدان.

إذا تلاقى الفحول في لجب
فكيف حال البعوض في الوسط
    فهذه معاقد حجج الطائفتين مجتازة ببابك، وإليك تساق، وهذه بضائع تجار العلماء ينادى عليها في سوق الكساد، لا في سوق النفاق، فمن لم يكن لديه شيء من أسباب البيان والتبصرة، فلا يعدم من قد استفرغ وسعه وبذل جهده منه التصويب أو المعذرة، ولا يرضى لنفسه بشر الخطتين، وأبخس الحظين: جهل الحق وأسبابه، ومعاداة أهله وطلابه.
    وإذا عظم المطلوب، وأعوزك الرفيق الناصح العليم، فترحل بهمتك من بين الأموات، وعليك بمعلم إبراهيم؛ فقد ذكرنا في هذه المسألة من النقول والأدلة والنكت البديعة ما لعله لا يوجد في شيء من كتب المصنفين، ولا يعرف قدره إلا من كان من الفضلاء المنصفين.
    ومن الله سبحانه الاستمداد، وعليه التوكل وإليه الاستناد، فإنه لا يخيب من توكل عليه، ولا يضيع من لاذ به وفوض أمره إليه، وهو حسبنا ونعم الوكيل".

[مفتاح دار السعادة: ج1/ص86-87]
***

(3): الحياة الطيبة الحقيقية

    "ولكن يغلط الجفاة الأجلاف في مسمى الحياة الطيبة، حيث يظنونها التنعم بأنواع المآكل والمشارب والملابس والمناكح، أو لذة الرياسة والمال وقهر الأعداء والتفنن بأنواع الشهوات؛ ولا ريب أن هذه لذة مشتركة بين البهائم، بل قد يكون حظ كثير من البهائم منها أكثر من حظ الإنسان؛ فمن لم يكن عنده لذة إلا اللذة التي تشاركه فيها السباع والدواب والأنعام فذلك ممن ينادى من مكان بعيد.
    ولكن أين هذه اللذة من اللذة بأمر إذا خالط بشاشته القلوب سلا عن الأبناء والنساء، والأوطان والأموال، والإخوان والمساكن، ورضي بتركها كلها والخروج منها رأسا، وعرض نفسه لأنواع المكاره والمشاق، وهو متحمل لهذا، منشرح الصدر به، يطيب له قتل ابنه وأبيه وصاحبته وأخيه، لا تأخذه في ذلك لومة لائم".

[مفتاح دار السعادة: ج1/ص95-96]
***

(4): في كون وفاة عالم أفجع من غيره

تعلم ما الرزية فقد مال
        ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد حر
                 يــمـــوت بـمــوته بـشــر كـثـيــر

[مفتاح دار السعادة: ج1/ص184]
***

(5): الجزاء من جنس العمل

    "وقد تظاهر الشرع والقدر على أن الجزاء من جنس العمل؛ فكما سلك طريقا يطلب فيه حياة قلبه ونجاته من الهلاك، سلك الله به طريقا يحصل له ذلك".

[مفتاح دار السعادة: ج1/ص195]

***
(6): مراتب العلم

    "وهذه هي مراتب العلم:

  1. أولها: سماعه.
  2. [المرتبة الثانية] فإذا سمعه وعاه بقلبه؛ أي: عقله واستقر في قلبه، كما يستقر الشيء الذي يوعى في وعائه ولا يخرج منه، وكذلك عقله هو بمنزلة عقل البعير والدابة ونحوها حتى لا تشرد وتذهب، ولهذا كان الوعي والعقل قدرا زائدا على مجرد إدراك المعلوم.
  3. المرتبة الثالثة: تعاهده وحفظه، حتى لا ينساه فيذهب.
  4. المرتبة الرابعة: تبليغه وبثه في الأمة؛ ليحصل به ثمرته ومقصوده؛ فما لم يبلغ ويبث في الأمة فهو بمنزلة الكنز المدفون في الأرض الذي لا ينفق منه، وهو معرض لذهابه، فإن العلم ما لم ينفق منه ويعلم فإنه يوشك أن يذهب، فإذا أنفق منه نما وزكا على الإنفاق.
    فمن قام بهذه المراتب الأربع دخل تحت هذه الدعوة النبوية المتضمنة لجمال الظاهر والباطن، فإن النضرة هي البهجة والحسن الذي يكساه الوجه من آثار الإيمان وابتهاج الباطن به وفرح القلب وسروره والتذاذه به، فتظهر هذه البهجة والسرور والفرحة نضارة على الوجه".

[مفتاح دار السعادة: ج1/ص196-197]
***

(7): في فضيلة الجماعة، وأهميتها

    "وقوله: (ولزوم جماعتهم): هذا أيضا مما يطهر القلب من الغل والغش؛ فإن صاحبه للزومه جماعة المسلمين يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لها، ويسوؤه ما يسوؤهم، ويسره ما يسرهم.
    وهذا بخلاف من انحاز عنهم، واشتغل بالطعن عليهم، والعيب والذم لهم؛ كفعل الرافضة والخوارج والمعتزلة وغيرهم؛ فإن قلوبهم ممتلئة غلا وغشا، ولهذا تجد الرافضة أبعد الناس من الإخلاص، وأغشهم للأئمة والأمة، وأشدهم بعدا عن جماعة المسلمين؛ فهؤلاء أشد الناس غلا وغشا بشهادة الرسول والأمة عليهم، وشهادتهم على أنفسهم بذلك، فإنهم لا يكونون قط إلا أعوانا وظهرا على أهل الإسلام، فأي عدو قام للمسلمين كانوا أعوان ذلك العدو وبطانته، وهذا أمر قد شاهدته الأمة منهم، ومن لم يشاهده فقد سمع منه ما يصم الآذان ويشجي القلوب".

[مفتاح دار السعادة: ج1/ص199]
***

(9): منزلة العلم من الإيمان

"العلم من الإيمان بمنزلة الروح من الجسد".

[مفتاح دار السعادة: ج1/ص224]
***

(10): من فوائد الصبر في الدين

"فأخبر سبحانه أن بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين".

[مفتاح دار السعادة: ج1/ص225]
***

تعليقات

المشاركات الشائعة